Hala Fahmy
عدد المساهمات : 55 نقاط : 126 تاريخ التسجيل : 17/12/2009
| موضوع: "الكول سنتر".. وظيفة للمتميزين فقط الأربعاء 7 أبريل - 22:48 | |
| "الكول سنتر".. وظيفة للمتميزين فقط
يبدو أن الاتهام الموجة للتكنولوجيا أنها تقلص من فرص العمل، بما يؤدي لانتشار مشكلةالبطالة، لم يعد اتهاما مقبولا، فقد باتت التكنولوجيا قادرة على أن تخلقللشباب فرص عمل عديدة، ولكن هذه الفرص "مهرها غال" -كما يقولون بالعاميةالمصرية- إذ تحتاج إلى مقومات خاصة ينبغي توافرها في القائمين عليها.ومن هذه المهن التيبدأت تفرض نفسها وبقوة على ساحة سوق العمل المصرية ما يعرف بوظيفة "الكولسنتر" خاصة بعد الدورات التدريبية التي أعلنت عنها وزارة الاتصالاتالمصرية لتأهيل الشباب لهذه المهنة.ما هو الكول سنتر؟والكول سنتر يعرف بأنهتشغيل مراكز الاتصالات لحساب الغير، حيث يقوم العميل المتعامل مع الشركاتالتي لها مراكز "كول سنتر" بالاتصال من أي مكان بالعالم ويقوم الموظفالمصري بالرد عليه.وقد يتخيل الكثيرون أن هذهالمهمة سهلة ولا تتطلب فقط سوى معرفة لغة الشخص المتحدث، ولكن ما لا يعرفهالكثيرون أن أسلوب وطريقة الرد عامل مهم جدا عند تقييم العاملين في هذاالمجال، كما أن سرعة الرد تدخل -أيضا- في التقييم، حيث توجد مقاييس عالميةتقيس سرعة الرد.وحول أسلوب اختيار الشبابالعاملين في هذه المهنة يقول الدكتور عادل دانش رئيس مجلس إدارة شركة"أكسيد" المتخصصة في إنشاء مراكز "كول سنتر" والتابعة لوزارة الاتصالاتالمصرية بأن إجادة اللغات يعد شرطا أساسيا للعمل، موضحا أن هناك 3اختبارات لغات يتم إجراؤها لمن يرغبون في العمل، منها اختبار يجرى فيالبلد الأصلي للغة، ولا يتم اختيار إلا من يحصل على 8 درجات فأكثر من 10،ولا يشترط أن يكون الشخص حاملا لمؤهل بعينه، ولكن المطلوب أن يكون لديهفكرة عن طبيعة المجال الذي تعمل بة الشركة التابع لها.كما ينبغي أن يتمتعالقائمون على المهنة بقدر عالٍ من اللباقة في الحديث، مع تحقيق سرعة فيالرد، حيث توجد مقاييس تم وضعها لقياس هذه السرعة وهي الرد قبل مرورثانيتين أو 3 رنات على 80% من المكالمات الواردة لمركز الكول سنتر.شباب مصر ينافس الهندوعن مدى توافر هذه المقوماتفي الشباب المصري يقول د. دانش: إن مصر تملك أكثر من 250 ألف خريج سنوياوهم يمثلون ثروة بشرية هائلة تتميز بها على سائر دول العالم، كما أنالشباب المصري يجيد لغات مختلفة ومتعددة متفوقًا بذلك على الشباب الهنديالذي لا يجيد إلا الإنجليزية فقط.وقد أظهر الشباب المصريكفاءة في هذه المهنة منذ بداية أول مركز عالمي في مصر، وهو الخاص بشركةمايكروسوفت، حيث يضم المركز 125 مقعدا ويقوم الشباب بالرد على المكالماتالتليفونية الواردة من أي بلد في العالم بنفس لغة صاحب الاتصال دون أنيدري الأخير أن الذي يرد عليه من بلد آخر.وأظـهرت الإحصائيات تقدممصر كمنافس رئيسي في هذه الصناعة.. فقد اعتبرتها شركة AT Kearney المتخصصةفي مجال الاستشارات الإدارية العالمية رقم 12 على مستوى العالم في هذاالمجال، كما تنبأت شركة Data monitor العالمية المتخصصة في مجال الأبحاثالتكنولوجية بأن يرتفع معدل نمو هذه الصناعة بمصر بمعدل 50% سنويا حتى عام2009.ولذلك يتوقع د. دانش أنيكون لدينا 14 ألف شخص في صناعة مراكز الاتصالات "كول سنترز" في سنة 2009،مشيرًا إلى أننا نواجه منافسة قوية من جانب تونس والمغرب ودول أخرى دخلتفي المجال حديثا مثل السنغال وغانا.المعاكسات أهم المشاكلوبالرغم من هذه الصورةالوردية لهذه الصناعة في مصر فإنها تواجه بعض المشكلات التي تعود فيالمقام الأول إلى ثقافة استخدام التليفونات في مصر؛ فلا يزال هناكالكثيرون يمثل التليفون بالنسبة لهم وسيلة للمعاكسات؛ لذلك فإن هذهالمشكلة من أهم المشكلات التي تواجه العاملين بالكول سنتر -كما يقول فكريرءوف موظف بخدمة الكول سنتر- والتي وصفها بأنها تصرفات غير مسئولة لأشخاصغير مبالين بأهمية الوقت والجهد الذي يبذل داخل كواليس هذه العملية حتىتقدم بأفضل صورة للعميل، وناشد جميع المتعاملين من العملاء مع هذه الخدمةعدم اللجوء لهذه السخافات؛ لأن ذلك يشغل خطوطا يمكن أن يستفيد منها متصلآخر.ومشكلة أخرى يشير إليهاموظف آخر يدعى محمد مجدي وهي تشابه أرقام كثيرة لخدمة الكول سنتر؛ الشيءالذي يؤدي إلى تداخلها لدى العميل نفسه، ولكن هذه المشكلة سهلة ويمكنالتغلب عليها بسهولة.مزايا عديدة للكول سنتر
وعن المزايا التي يوفرها الكول سنتر يقول المهندس محمد عمران رئيس هيئة تنمية صناعةتكنولوجيا المعلومات التابعة لوزارة الاتصالات المصرية إنه بخلاف فرصالعمل التي يوفرها هذا المجال والتي تصل إلى 3 آلاف فرصة عمل، فإن عائدمقعد الكول سنتر الواحد يبلغ نحو 25 ألف دولار سنويا؛ أي أن كل 1000 مقعدتوفر 25 مليون دولار سنويا، وبذلك فحسب المستهدف فإن الصادرات من هذاالمجال ستتراوح بين 250 و350 مليون دولار سنويا، وهي قيمة مضافة.هذا بالإضافة إلى أن "الكولسنتر" له مزايا تشعر بها الشركة التابع لها؛ فمثلا في الشركة المصريةللاتصالات يوجد 250 موظفا يقومون بالرد على ما يتراوح بين 50 ألفا إلى 60ألف مكالمة يوميا أي 1.5 مليون مكالمة شهريا؛ وهو ما يعني أن هذا العددكان سيذهب للسنترالات للحصول على الخدمة بما يمثله ذلك من ضغط علىالسنترالات.خطة لترويج الصناعة
وقد شجعت هذه المزايا وزارةالاتصالات المصرية لإعداد مشروع يهدف إلى تنمية مهارات الشباب المصري فيهذا المجال كوسيلة للمساهمة في حل مشكلة البطالة.وفي إطار هذا المشروع قامتالوزارة بالتمويل والإشراف على تدريب عدد كبير من مشغلي ومشرفي مراكزالاتصال وخدمة العملاء بالحاسب وهم من شباب الخريجين عن طريق تزويدهمبخبرات عملية يتم اكتسابها من خلال تطبيق محتوى تدريبي حديث ومعتمد دوليا،وتقوم الوزارة بدعم تام لهذا المشروع من خلال تقديم منح دراسية للمتقدمينمن التخصصات المختلفة الذين يتم انتقاؤهم وفقا لمعايير متميزة تضمن منخلالها الوصول بالمتدربين لأعلى مستويات تقديم الخدمة المتعارف عليهادوليا والنهوض بصناعة مراكز الاتصال بمصر.وتشمل خطة المشروع تدريب795 متدربا سنويا في مجال البنوك والاتصالات والمعلومات والتوزيع والوجباتالسريعة والأجهزة المنزلية والتأمين والأجهزة الإلكترونية وخدماتالاتصالات والخدمات الطبية، ويقوم بتنفيذ التدريب مجموعة من الشركاتالمحلية والعالمية المتخصصة. | |
|